عرض المقال
كنوز ماسبيرو فى يد القضاء والقطر
2013-02-25 الأثنين
تراث مصر الثقافى له نكهة خاصة وطعم متميز وجاذبية مغناطيسية أسطورية، لا نريد لهذا التراث أن يُنهب كما حدث للتراث العراقى بعد الغزو الأمريكى، وكنوز ماسبيرو جزء مهم من هذا التراث ما زال لعاب الخليجيين عموماً والقطريين خصوصاً يسيل رغبة فى اكتنازه والسيطرة عليه، يذكّرنى هذا السلوك القطرى الذى ابتُلينا به فى زمن القضاء والقطر بسلوك الثرى محدَث النعمة الذى كان يذهب كل يوم إلى سور الأزبكية لشراء الكتب القديمة الثمينة الغالية النادرة لمجرد أنها غالية ولا يملكها أحد غيره، وكان يرصها على الرفوف بعد تجليدها بلون يتمشى مع لون ورق الحائط وستائر الأنتريه!! الاحتكار والجرى وراء كل ما هو إبداع وفن مصرى لتجميده فى الثلاجة سلوك خليجى قديم منذ شراء رجال الأعمال السعوديين المليارديرات لنيجاتيف الأفلام الأبيض والأسود من منتجيها فى تجريدة جراد التهم أوراق الفن المصرى الخضراء. وكانت النيات مختلفة، واحد منهم كانت نيته شراء الأفلام التى ظهرت فيها زوجته خاصة التى ظهرت فيها بالمايوه، وآخر كانت نيته التسلية والاستحواذ امتداداً لإرضاء شهوته العارمة فى تجميع الأنتيكات، ومن السينما إلى الغناء، عندما احتكر الثرى السعودى العابر للقارات المطربين المصريين وقرر وضعهم فى فريزر الصمت حتى الموت، ومنهم من أُصيب بالقهر ومنهم من أُصيب بالصدأ! إذن النية الخليجية لنهب تراث مصر الثقافى موجودة ومبيتة، ولا يمكن أن أطمئن، ولو لثانية، على تراث ماسبيرو الإذاعى والتليفزيونى فى يد الإخوان، فالعداء مزمن كما ذكرت أمس مع فترة الستينات الذهبية التى بدأ فيها التليفزيون والتى تمثل كنزه الاستراتيجى النادر من برامج ومسرحيات وأفلام وخطب سياسية.. إلخ، وما أدراك ما الستينات، وكلكم لمستم التفاف الناس حول قناة التليفزيون العربى التى عرضت فى عيد التليفزيون قبل الثورة بعض هذه البرامج المميزة التى شحنت بطارية الذكريات لدى المصريين، لذلك لا بد من «كوبى» أو نسخ لهذه الكنوز ووضعها فى مكان آمن لدى جهة محايدة، وأيضاً تكوين لجنة محايدة من خارج التليفزيون للجرد لتوضيح الصورة، لأن من يبِع المبنى يبِع المعنى أيضاً.